الجمعة، 24 يونيو 2011

الدين والتديّن

 نشاهد هذه الأيام ظاهرة غريبة وهي تقلب المتدينيين ، فلم يكتفوا طوال العقود الماضية بتكفير مخالفيهم وإقصاء الآخر ، فلجأوا إلى الموالاة الحكومية.
فلنفسر معاً هذه الظاهره...
عرف عن الاسلاميين المتشددين دائماً بانهم -الفرقة الناجية- وبأنهم ظل الله في الارض وهم من يطبق الدين تطبيقا صحيحاً ، فاتجهوا بذلك بطرد وإقصاء جميع مخالفيهم مهما كانت قوة آرائهم على الرغم من أن مخالفيهم من المسلمين، فتجدهم يشككون في دينهم وعقيدتهم ولا يقبل منهم قول لانهم: قد وقع في قلبهم الشك .
الآن ننصدم بأن هؤلاء المتشددين اصبحوا موالين للانظمه والحكام ويلومون ويجرمون كل من يتعرض لهؤلاء الحكام دون ابداء اي نصيحة سواء في السر او العلن لهذا الحاكم.
واخص بالذكر هنا التيار السلفي الذي عرف عنه هذه الممارسات ، والمقلق في الامر ان هذا التيار لا مجال للمناقشة معه ، فالحوار بالنسبة له دائرٌ بين مؤمن وفاسق او مؤمن "وواحد فيه خير" .

وقد قيل ان : من وضع نفسه موضع الشبهه فلا يلومنّ إلا نفسه ، فالتقرب المريب من السلطة وفتح العين والقلب "والفتاوي" لها يبعث في نفس الشخص ريبة واستغراباً ، فهؤلاء الفئة قد طوعوا الدين ليلائم السلطان وافعاله وتوجهاته ، وطبعا لا ننسى توجهاتهم وقضاياهم .

اما في الكويت فقد طرأ على التيار السلفي امر جديد ، فهو من جهة اصبح من اشد المعارضيين للنظام ، ومن جهةٍ اخرى موالياً كالمعتاد دون ان يطرأ عليه اي تغيير .
بصراحة لم اجد اي تفسير لهذا الانقسام ، هل هو تغيير مبدأي -وهو ما أظنه- ، ام هو تغيير مصلحي .... 

هناك تعليق واحد:

  1. فعلا قد اصبت كبد الحقيقة، وكنت لها سارداً وعرابا.
    أولئك سَدَنَةَ العروش وحاجبي السلاطين.
    لا فض فوك استاذ محمد

    ردحذف