السبت، 25 يونيو 2011

سلطة شعبيّة....وسلطة أُسرية

احاول في هذا المقال بأن أسلط الضوء على احد اسباب الصراع السياسي المحلي ، الذي تدور دوائره بين سلطات كلاً منها لديها اهدافها وطموحاتها ...
لدينا في الكويت ثلاث سلطات ، القضائية وهي ليست احد محاور المقال ، والتشريعية ممثلة بمجلس الامة ، والتنفيذية ممثلة بمجلس الوزراء.
والسلطة التشريعية تكون خارجة من رحم الشعب على اعتبار أن صناديق الاقتراع هي اللي تحدد أعضائها...
أما السلطة التنفيذية فهي تعتبر واجهة للأسرة ، ويكاد يغيب الدور الشعبي فيها، على اعتبار انها خارجة من رحم الأسرة الحاكمة الكريمة.

فلدينا الآن سلطتان كلاهما خارج من رحمٍ مختلف ، لذلك يكون من المستغرب طلب التعاون بين السلطتين والوفاق والوئام بينهما، فالأصل في هذه الحالة ان يكونا غير متعاوينين، وقد يطرأ التعاون في بعض القضايا .
ولا ننسى ان اعضاء السلطة التنفيذية غالباً ما تكون طموحاتهم خارج نطاق مجلس الوزراء ، وقد لوحظ ان كثيرا منهم ما يطمح في الإمارة - اذا كان من الاسرة - او ان يأمن حياته وحياة أبنائه او على الاقل ضمان منصب ما بعد الوزارة ، ولهم الحق في ذلك.
اما اعضاء السلطة التشريعية - مجلس الامة - فلهم ان يختاروا إما ان يوافقوا على برامج السلطة التنفيذية او أن يستعدوا للمواجهه ، وهنا يحصل التصادم "الدائم" بين السلطتين ، وأيضا اذا لم توافق السلطة التنفيذية على آرائهم وبرامجهم فلتستعد بحرب مليئة بالاستجوابات و الانتقام.

 وبعد ان يحصل مشهد التصادم نشاهد دائماً بأن الرابح هو السلطة التنفيذية ، لانه لديها من الصلاحيات ما يفتقده مجلس الأمة ، قد تضحي السلطة التنفيذية احياناً ، لكن بالنسبة لها فهو ثمن النجاح، واضرب بذلك مثالاً ؛ وهو حل مجلس الأمة ، ففي السنوات الاخيرة نشاهد دائما بأن المجلس الذي يتعرض للحل ، هو المجلس الذي تكون "غير راضية عليه الحكومة" ، فبمجرد عدم الحصول على رقم في الاستجواب او في اقرار قانون معيّن فهي تلجأ إلى حل المجلس ، الذي لا توجد له اسباب محدده للحل، أي أن قدرة السلطة التنفيذية على الحل تكاد تكون مطلقة !!!

وبعد الحل تعود المواجهة مرة أخرى ، بين مجلس اختاره الشعب وبين مجلس لم يختاره الشعب ، وهكذا دواليك ، إلى ان يتنازل احد الطرفين ، فنكون بذلك قد وصلنا إلى مرحلة التعاون والتوافق بين السلطتين ، واذا كانت السلطة التنفيذية جادة فهي مستعدة بأن تحل المجلس مرة أخرى حتى تكون هي الرابحة ، وهو ماحصل في مجلس 2008.
ختاماً اتمنى ألا يعوّل احد على صناديق الاقتراع او الحل او غيرها، لان التصادم بين السلطتين مفترض من البداية ، لان كل السلطتين خارج من رحم مختلف.

هناك تعليق واحد:

  1. مقالة رائعة،،
    وبداية موفقة :)

    اتمنالك التوفيق يا صديقي

    ردحذف