الأحد، 26 يونيو 2011

كيف تكون مسلماً ؟!

لا تقلقوا ، فلن اجعل المقال تكراراً لما يقال في المحاضرات والندوات الدينية ، من طرح لمشاعر فياضة وصراخ وتهميش المتلقين وغيرها....
مع كل أسف الخطاب الديني لم يعد مؤثراً ، وجعل من شكل المسلم وزيُّه وملبسة القضيّة الكبرى التي يعوّل عليها لبناء حضارة إنسانية.

إجابة على سؤال المقال ، فالمسلم -بكل بساطة- عرّفه لنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بأنه (من سلم المسلمون من لسانه ويده) ، لان المسلم بلا اخلاق ليس له نصيب من إسلامه إلا اسمه ، وللرسول حديث مشهور فيما يخص "المفلس" وفسر المصطفى بأن المقصود بالفلس ، وهو الذي يكون له رصيد كبير من الطاعات وإقامة الفروض والنوافل ، إلا أن "إفلاسه" يكون بسبب لسانه الذي لم يسلم الناس منه .

وفي الحقيقة أود ان أشاطركم ببعض الدهشة التي تروادني عندما أشاهد أشخاص يفترض فيهم أنهم يمثلون الدين ، الا ان بعض سلوكياتهم تذكرني بحديث المصطفى -صلى الله عليهه و سلم- فيما يخص بالمفلس .
فلا تجد -ولن تجد- اليوم في الكويت مثلاً بمسجد سني يدعو إلى التقرب من الآخر واعتبار الناس (سواسية أمام الله) او انه (لا فرق بين العربي والأجمي إلا بالتقوى) او التقرب من ابناء الطائفة الشيعية واعتبارهم أخوانٌ لنا في الدين والوطن ، والعكس كذلك فيما يخص بالمساجد الشيعية .
قد يكون كلامي غريباً او علماني او متحرراً او ليبرالياً ، سمِّهِ ما شئت ، لكن يا اخواني الأفاضل دعونا نقرأ القرآن الكريم وهو مخاطباً للنبي فيما يخص كفار قريش -لاحظ كفار وليس شيعة او سنة او صفويين - فالله سبحانه وتعالى يقول لنبيه ( لست عليهم بمصيطر )-الغاشية ٢٢- ، وأيضا يخاطب المولى عز وجل قائلا لنبيه (وما ارسلناك عليهم وكيلا) الإسراء-54- ، وسآضع لكم تفسير الآية الكريمة من تفسير الطبري ؛((وقوله: وَما أرْسَلْناكَ عَلَـيْهِمْ وَكِيلاً يقول لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: وما أرسلناك يا مـحمد علـى من أرسلناك إلـيه لتدعوه إلـى طاعتنا ربـا ولا رقـيبـا، إنـما أرسلناك إلـيهم لتبلغهم رسالاتنا، وبأيدينا صرفهم وتدبـيرهم، فإن شئنا رحمناهم، وإن شئنا عذّبناهم)).

المسلم يا اخواني يكون بأخلاقه بلسانه بسلوكياته (يعفو ويصفح ) و (يكظم الغيظ) و (يدفع بالتي هي أحسن) و ( يخالق الناس بخلقٍ حسن) ، وليس المسلم من يَصُب جام غضبه على الطوائف الأخرى ويعري مذاهبهم ويحقرهم وينتقص منهم ، فالله سبحانه ارسل الرسل للبلاغ وليس للتحقير والإقصاء ، وجعل من لا يدين بفكره او معتقده هو ناقص او وضيع.
ختاماً اود اذكركم بحديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- (إنما بعثت لإتمم مكارم الاخلاق) ، فهو حديث عظيم يوضع بكل بساطة ما يجب على المسلم ان يتبناه في غمار حياته . 

هناك تعليق واحد: